الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية سليم الرياحي: لم نساعد عائلة الشهيد مبروك السلطاني..لكن عملنا الانساني ليس مناسباتيا

نشر في  27 نوفمبر 2015  (11:52)

كتب رئيس الاتحاد الوطني الحرّ سليم الرياحي التدوينة التالية عبر صفحته بموقع الفايسبوك:

"التركيز الإعلامي على الوضعية الإجتماعية التي تعاني منها عائلة الشهيد الراعي مبروك السلطاني أيقظ ضمائر العديد منّا وجعل رجال الأعمال والميسورين يتسابقون للإحاطة بها ماديّا ، حيث نجح الإعلام في ذلك بعد أن حوّل الأنظار إلى الفئات المعدومة والمهمشّة التي لم تجد من يوصل صوتها الى رجال الأعمال.
لقد تم ذكري في بعض المواقع ضمن قائمة المانحين لهذه المساعدات وهنا أريد أن أوضّح للرأي العام أنّني لست من تكفّل بهذه العائلة لأنّ المساعدات والعمل الخيري بالنسبة لي جزء من المنظومة التي ركزتها منذ عودتي إلى تونس وخصصت لها ميزانية سنوية يتم التصرف فيها بناء على أسس معينة و يتم صرفها لمستحقيها بعيدا عن أعين الإعلام و هو عمل نقوم به على مدار السنة وليس مناسباتيا.
أشكر رجال الأعمال الذين قدّموا وعودا لمساعدة هذه العائلة المنكوبة وأقول لهم " لا بدّ أن تكونوا عند وعودكم ولابد من تنفيذها أو جزء منها على الأقل " لأنه بحكم خبرتي في هذا المجال فقد زرت العديد من هذه المناطق المحرومة والتقيت العشرات - ان لم تكن مئات - من العائلات ضعيفة الدخل ولاحظت حجم الطبقية التي سببتها الأنظمة السابقة و التقسيم الاجتماعي الذي تسببت فيه حكوماتها بتكديس الاستثمارات و الثروات في المدن الساحلية مقابل تقديم وعود زائفة لسكان المناطق المحرومة بتوفير مقومات العيش الكريم لها و لم يتحقق من ذلك أي شيء على الإطلاق. واليوم يجب ان نعي حجم الهوّة والقطيعة بيننا وبينهم . فهم يلوموننا - وهذا حقّهم - لأننا بعيدون جدا عن همومهم ومشاكلهم وأحزانهم.
ولهذا يجب العمل حكومة ورجال اعمال وسياسيين على بناء جسور تواصل معهم وعلى إعادة الثقة بيننا وبينهم لأن الوعود الكاذبة ستعمّق الهوة بيننا، ويجب أن نعي أنه لا مجال للاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني إلا بدعمهم واستقرارهم وتوفير مقومات العيش الكريم لهم .